
الفاتيكان – نبض الحياة - أعرب الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، عن القلق العميق للكرسي الرسولي إزاء سلسلة الاعتداءات التي تتعرض لها قرية الطيبة، إحدى أبرز المجتمعات المسيحية في الضفة الغربية، على يد المستوطنين الإسرائيليين.
يُذكر أنّ السؤال الذي وُجّه إلى الكاردينال بارولين، جاء على خلفية سلسلة الاعتداءات المتكرّرة التي شهدتها بلدة الطيبة في الأشهر الأخيرة. وشملت هذه الاعتداءات إضرام النار قرب كنيسة القديس جورج (الخضر) الأثرية، التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، والمقبرة العامة للبلدة، إضافةً إلى حرق مساحات من الأراضي وإلحاق الأضرار بالمزارعين وأشجار الزيتون، وإحراق عدد من سيارات المواطنين، فضلاً عن رعي المواشي في باحة الكنيسة التاريخية وفي حقول الزيتون. كما طالت الاعتداءات المزارعين بشكل مباشر من خلال أعمال ترهيب ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم خلال موسم الحصاد، إلى جانب حملات ضغط نفسي متواصلة ضدّ الأهالي.
ووصف بارولين ما يتعرض له المسيحيون في الطيبة وعموم الضفة الغربية بأنه "غير مقبول"، مشددًا على أنه يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان الأساسية وللقيم الإنسانية المرتبطة بالتعايش والسلام.
وفي تصريحاته على هامش مشاركته في اللقاء الذي عُقد اليوم الثلاثاء في روما لتقديم التقرير السنوي لهيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" حول أوضاع الحريات الدينية في العالم لعام ٢٠٢٥، أوضح الكاردينال بارولين أن الكرسي الرسولي "قلق" بشأن الهدنة في غزة، التي بدا أنها "انتهت" نتيجة أعمال العنف الأخيرة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الكرسي "مفعم بالأمل في أن تنجح خطة السلام".
ورداً على أسئلة الصحفيين أمام المعهد البابوي أوغستينيوم، وتحديدًا حول المضايقات التي يتعرض لها المسيحيون في الضفة الغربية، وبخاصة في قرية الطيبة، على يد المستوطنين الإسرائيليين، قال بارولين: "المشكلة هناك معقدة جدًا، لكننا لا نفهم كيف يمكن لهؤلاء المسيحيين الذين يعيشون حياتهم الطبيعية أن يكونوا عرضة لكل هذه الاعتداءات". وأضاف: "التحدث عن اضطهاد قد يكون أمرًا معقدًا، لكن بالتأكيد هذه أوضاع لا يمكننا قبولها".
احترام كل فرد ومجتمع
وأشار الكاردينال إلى أن تدخل الكرسي الرسولي يتم أساسًا عبر الوسائل الدبلوماسية: "في المنظمات الدولية والعلاقات الثنائية مع الدول، نطرح هذه القضايا، ونتحدث عن حالات الصعوبة والأزمات. هذه هي أدواتنا للتدخل: تذكير الآخرين بهذه المبادئ والمطالبة بتطبيقها في الحياة اليومية". وأضاف: "ربما تُعدّ المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أكثر المواد التي يتم تجاهلها وعدم تطبيقها، مع أننا نؤمن بأنها أساس احترام حقوق الإنسان لأنها تمس ضمير كل شخص. لذلك، فإن القلق كبير لأن هذا الحق – حق كل فرد وكل مجتمع – لا يُطبق كما ينبغي".