تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا لاوون ينصح بعدم الخوف من التجارب المرافقة للإيمان

البابا

روما - دعا البابا لاوون الرابع عشر سيّدة من روما اسمها لاورا إلى حماية الكنز الروحيّ في قلبها وعدم الخوف من التجارب المرافقة لحياة الإيمان.

نشرت مجلّة «بيازا سان بييترو» (ساحة القديس بطرس) الصادرة عن الفاتيكان عددًا جديدًا يتضمّن رسالة للأب الأقدس يردّ فيها على لاورا، في سطور تكشف عواطف وشكوكًا وبحثًا عن يقين إيمانيّ. علمًا أنّ العاصمة الإيطالية تعيش في شهر أغسطس/آب الحالي زمن عطلة وهدوء نسبيّ بسبب مغادرة كثيرين من سكّانها لقضاء عطلهم السنويّة.

إيمان لاورا وشكّها

يبدأ العدد برسالة السيّدة إلى الحبر الأعظم وتظهر بعدها إجابة لاوون. فقد روت لاورا أنّها تعيش حياة سعيدة مع زوجٍ مغرم بها وتعمل يوميًّا على تربية ثلاث بنات على حياة الإيمان المسيحي، راغبةً في تعليمهنّ الصلاة والعيش بحسب الإنجيل.

واعترفت السيّدة للبابا بأنّها تعاني نمط السرعة في الحياة اليوميّة، وبأنّها لا تتمكّن مرّات عدّة من ترجمة كلمات الإيمان بشكل ملموس. وسألت عن كيفيّة عيش الإيمان على مثال السيّدة العذراء في المصاعب اليوميّة.

يظهر في محور رسالة لاورا شكّ عميق. وبينما يبدو إيمانها قويًّا، تتحدث عن حضور التجارب في حياتها. وسألت السيّدة الأب الأقدس إن كان ذلك يعني أنّ إيمانها ليس ثابتًا بما فيه الكفاية، وطلبت منه كلمة دعم.

مثال مريم وأهمّية المشاركة

أجابها الحبر الأعظم بشكل مباشر عن أسئلتها. ورأى أنّ حماستها وصدق قلبها بركة لها ولعائلتها. وذكّرها بحضّه في خلال يوبيل العائلات في شهر يونيو/حزيران الماضي على الصلاة ليسوع بثقة بغية تحقيق مشروع بشريّة متّحدة.

وأكّد أنّ مستقبل الشعوب يولد من العائلات. وعرّف الزواج بأنّه ليس مثاليّات بسيطة بل مقياس الحبّ الحقيقي الكلّي والأمين والخصب بين الرجل والمرأة. وذكر أنّ العذراء مريم مرجع أساسيّ لمواجهة الشكوك، موضحًا أنّ قوة مريم تكمن في ثقتها التامة بابنها يسوع.

وشدّد الحبر الأعظم على أهمّية المشاركة، مقترحًا عدم عيش الإيمان بوحدة بل مع بقيّة العائلات في الجماعات الرعائيّة والجمعيّات والحركات الكنسيّة. وزاد أنّ مشاركة مشاريع الحُبّ المسيحي شرط للنمو الروحي والتعاون مع نعمة الله ومشيئته.

ومن خلال ذلك، أظهر البابا بوضوح أنّه لا يعدّ الإيمان إلغاءً للتجارب، بل ما يسمح بتخطّيها وتحويلها إلى فرصة للنموّ.

المصدر: الياس الترك / آسي مينا