Aller au contenu principal

البابا بيوس الخامس… قدّيس الورديّة والإصلاح والتراث المتجدّد

القديس

بيروت - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة في 19 ديسمبر/كانون الأوّل بتذكار البابا القدّيس بيوس الخامس؛ هو مَن حمل روح الإصلاح وجسّد بثباته دعوة الكنيسة إلى القداسة في أصعب الأزمنة، وأثبت أنّ الإيمان والعمل الصالح قادران على مواجهة تحدّيات التاريخ.

وُلِدَ أنطونيو غيسلييري في العام 1504 شماليّ إيطاليا، ونشأ في عائلة بسيطة غرست في وجدانه أزاهير الإيمان والعطاء. التحق بالرهبنة الدومينيكيّة في شبابه، وتميّز بصرامة حياته النسكيّة، وعمق لاهوته، وبغيرةٍ على الحقيقة لا تعرف المساومة. عُرف بصفته أستاذَ لاهوت بارعًا، وقاضيًا في المحاكم الكنسيّة، وبرَزَ مدافعًا قويًّا عن الإيمان في مرحلة دقيقة واجهت فيها الكنيسة اضطرابات لاهوتيّة ورعويّة.

كذلك، تركَ أثرًا واضحًا في تربية الشباب على الفضيلة. وفي العام 1566، انتُخِب حبرًا أعظم، فحمل مسؤوليّة قيادة الكنيسة في زمن الانقسامات وتحدّيات الإصلاح البروتستانتيّ. اضطلع بيوس الخامس بمهمّة تطبيق مقرّرات مَجْمَع ترنت، فقادَ حركة إصلاح واسعة أعادت إلى الكنيسة وضوح رسالتها ونقاوة ليتورجيّتها. أصدر القدّاس الرومانيّ الموحّد في العام 1570، وثبّت التعليم المسيحيّ، وسعى بجهد كبير إلى تجديد حياة الكهنة وتعزيز الانضباط داخل الأبرشيّات والأديرة، مؤكّدًا أهمّية الصلاة والمشاركة الروحيّة بالنسبة إلى المؤمنين.

اشتهر بيوس الخامس بتشجيعه الدائم على تلاوة المسبحة الورديّة التي رأى فيها سلاحًا روحيًّا يحمي المؤمنين من تحدّيات عصرهم. واعتبر كثيرون أنّ انتصار الجنود المسيحيّين في معركة ليبانتي في العام 1571 كان ثمرة إيمانه وصلواته المتواصلة. وفي العام 1572، رقدَ بسلام، تاركًا للكنيسة إرثًا خالدًا من الإصلاح والقداسة والشجاعة، ومثالًا حيًّا على الوفاء لله والكنيسة.

يا ربّ، في تذكار القدّيس بيوس الخامس، قوِّ إيماننا وامنحنا قلبًا يخدمك بأمانةٍ على مثاله، آمين.

المصدر: د.امال شعيا، آسي مينا.