الطيبة – إيطاليا – نبض الحياة – عقد الأب بشار فواضله، كاهن كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة، لقاءً تفاعليًا عبر منصة الزووم مع طلاب مدرسة تريبازليغي في شمال إيطاليا (Trebaseleghe) بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة. تناول خلال اللقاء موضوعات السلام والحوار والرجاء، وشارك الطلاب تجاربه اليومية في بلدة الطيبة الفلسطينية، المدينة التي تواجه هجمات وتهديدات متكررة من المستوطنين الإسرائيليين.
وخلال اللقاء، قدّم الأب فواضله عرضًا مفصّلًا عن واقع الطيبة، مشيرًا إلى أن البلدة تحتفظ بهويتها المسيحية رغم الضغوط والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبيّن أن الهجمات المتكررة للمستوطنين على الممتلكات والأراضي لا تهدد فقط السلامة المادية للسكان، بل تؤثر أيضًا على الشعور بالأمان والانتماء في المجتمع المسيحي المحلي.
وتطرق الأب فواضله إلى أهمية التربية والتعليم في تعزيز قيم الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات، مشيرًا إلى أن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أفضل قائم على السلام والعدالة. كما أشار إلى أن الرسائل المسيحية المرتبطة بأعياد الميلاد تحمل في جوهرها قيم الرجاء والمحبة، وأن الأزمات ليست نهاية الطريق، بل فرصة لتعميق روح التضامن والتسامح.
وتفاعل الطلاب بشكل واسع مع الأب فواضله، حيث طرحوا أسئلة حول تأثير النزاعات المستمرة على المجتمع المسيحي في فلسطين، وعن كيفية الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية في ظل الظروف الصعبة. وأجاب الأب فواضله بصراحة، مؤكدًا أن الأمل بالمستقبل قائم رغم الصعوبات، وأن تجربة الطيبة تثبت أن المجتمعات الصغيرة قادرة على الصمود والابتكار في وجه التحديات.
واختتم الأب فواضله اللقاء بدعوة الطلاب إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والانفتاح على قضايا العدالة والسلام في العالم، مؤكدًا أن المعرفة والاهتمام بالقضايا الإنسانية هما المفتاح لبناء جيل واعٍ قادر على تحويل التحديات إلى فرص للخير والخدمة المجتمعية.
كما دعا الطلاب والمجتمع الدولي إلى المشاركة في حملة "تعال وانظر"، التي تهدف إلى الاطلاع المباشر على واقع سكان الطيبة وفهم معاناتهم وأملهم بالمستقبل، مشددًا على أن الحملة تجسد صمود المجتمع المسيحي الفلسطيني في الحفاظ على هويته وتراثه رغم التحديات المستمرة.