Skip to main content

سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد

اسي مينا

سوريا - تتواصل الاستعدادات في مختلف المدن السوريّة لاستقبال عيد ميلاد السيّد المسيح، في أجواء «إيجابيّة» غير مسبوقة منذ التحوّل السياسي الكبير الذي شهدته البلاد قبل نحو عام.

كانت الفعاليات الميلادية العام الماضي محدودة بسبب تزامنها مع التحوّل السياسي الذي وضع معظم المسيحيّين حينها في موقف المترقّب والمنتظر، لكنّ صلوات زمن المجيء لم تنقطع قط. ورغم الاضطرابات الأمنية المتقطعة طوال هذا العام، برز هذا الموسم ارتفاع ملحوظ في عدد الكنائس والرعايا التي سخّرت إمكاناتها لإحياء عيد الميلاد بأبهى صورة. وشملت الفعاليات افتتاح معارض وبازارات خيرية وكيرمسات، وتزيين الكنائس والأحياء، وإضاءة أشجار الميلاد، وصناعة مغارات تجسّد الميلاد، إضافة إلى إنشاء قرى ميلادية وتنظيم مسيرات وعروض موسيقية لفرق نحاسية وجوقات كنسية.

وشهدت محافظتا طرطوس واللاذقية حضورًا رسميًّا لافتًا في خلال هذه الأنشطة. وقال أثناسيوس فهد، مطران اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، في كلمة ألقاها في أحد الاحتفالات: «نيّتنا كسوريين أن نزيّن بلدنا كما نزيّن شجرة الميلاد، بكل إمكانياتنا ومواهبنا، لتبقى سوريا شامخة وللجميع». وفي ريف دمشق، نظّمت كشافة كنيسة القديس جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك في جديدة عرطوز احتفالًا كبيرًا تضمّن إضاءة شجرة الميلاد والمغارة وافتتاح معرض خاص بالمناسبة. وميّزت الاحتفال مبادرة مجتمعية غير كنسية تمثلت في توزيع ورود على الحاضرين.

أما في وادي النصارى فاحتفل معظم كنائس المنطقة بزمن الميلاد رغم الجراح الناجمة من بعض الأحداث المأسوية هناك. وفي مدينة محردة بمحافظة حماة، أضيئت شجرة الميلاد في احتفال رسمي قال في خلاله المطران نيقولاوس بعلبكي، راعي أبرشية حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس: «فرحتنا اليوم مضاعفة؛ فرحة الميلاد، وفرحة مرور عام على ولادة سوريا الجديدة التي نرجو أن تكون بلد المحبة والتعاون والعمل المشترك».

في حي الدويلعة الدمشقي الذي شهد الصيف الماضي تفجير كنيسة مار إلياس، تُواصِل الكنيسة بالتعاون مع الأهالي تقليدها السنوي بإضاءة أطول شجرة ميلاد في سوريا تحت اسم ( شجرة السلام)، فضلًا عن افتتاح مغارة «طفل السلام» الكبرى في البلاد، وسط حملة واسعة لتزيين الشوارع وصيانتها. كما يواصل الأهالي للعام السادس مبادرة «حلو العيد علينا» عبر جمع تبرعات عينية للعائلات المحدودة الدخل، بمشاركة لافتة من بعض ذوي ضحايا التفجير.

وفي حلب، قدّم الرهبان الفرنسيسكان هذا العام فعاليّة استثنائية عبر إنشاء «القرية الميلادية». وقال الأب بهجت قره قاش، راعي كنيسة اللاتين في المدينة، إن الهدف يتجاوز المظاهر الاحتفالية. وأوضح: «القرية الميلادية تحمل رسالة روحية تعكس إيماننا بتجسّد الله وحضوره بيننا في الطفل يسوع. اجتماعنا حول هذا الحضور يمنح أنشطتنا اليومية معنى جديدًا، فيسوع ليس حاضرا في الكنائس فحسب، بل في تفاصيل حياتنا كافّة».

المصدر: آسي مينا / سهيل لاوند