تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

يوحنّا المعمدان… من معموديّة الماء إلى شهادة الدم

يوحنا

بيروت - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار قطع رأس يوحنّا المعمدان في 29 أغسطس/آب من كلّ عام؛ هو النبيّ الذي ختم رسالته بشهادة الدم، بفضل شجاعته في الدفاع عن الحقّ وتمسّكه بشريعة الله.

يوحنّا المعمدان هو ابن زكريّا الكاهن وأليصابات. ويُعرَف عن والدَيه أنّهما كانا بارّين وسالكين بحسب وصايا الربّ. كان يوحنّا نبيًّا مرسلًا من الله، عاش في البرّية حياة تقشّف وزهد: «وَيُوحَنَّا هذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَادًا وَعَسَلًا بَرِّيًّا» (متى 3: 4). 

تجلّت مهمة هذا النبيّ في تمهيد طريق الربّ يسوع، مبشّرًا بمعموديّة التوبة لمغفرة الخطايا. وجاءت خدمته تتمّة لما ورَدَ في إحدى نُبُوّات العهد القديم«هأَنَذا أُرسِل ملاكي فَيُهَيّئ الطريق أمامي. ويأتي بَغْتَةً إلى هَيكَلِهِ السَّيِّدُ الذي تَطلُبونَهُ، وَمَلاَكُ العَهد الذي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يأتي، قَالَ رَبُّ الجُنود» (ملا 1:3). وكما قال النبي أشعيا في نبوته عن يوحنا: «صَوْت صارِخ فِي البرِّية: أَعِدُّوا طريق الربّ. قَوِّموا في القَفْرِ سبيلًا لإلهنا» (أش 40:3). 

كانت رسالة يوحنّا واضحة، وهي إعلان مجيء المسيح: «تُوبوا لأنَّهُ قد اقترَبَ ملكوتُ السماوات» (متى 3:2). واستحقّ يوحنا أن يصفه المسيح بقوله لتلاميذه: «الحقّ أقول لكم، لم يَقُمْ بين المولودين من النساء أعظم من يوحنّا المعمدان» (متى 11:11). ولم يَخَفْ يوحنّا من توبيخ الملك هيرودس على الآثام الكثيرة التي ارتكبها ذلك الحاكم. وبعد إتمامه رسالته بإعداد طريق المسيح، عرف يوحنّا السجن والموت الظالم، وكان صورة استباقيّة لآلام السيّد المسيح وموته الفدائيّ. 

نسألك أيّها الربّ يسوع أن تمنحنا شجاعة الدفاع عن كلمة إنجيلك المقدّسة، على مثال المعمدان الذي استشهد في سبيل الحقّ والبرّ.

المصدر: د.آمال شعيا، آسي مينا.