
بيروت - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار اسم العذراء مريم في 12 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. وقد حُدِّدَ هذا الاحتفال تخليدًا لذكرى انتصارٍ حاسم في معركة ليبانتو بفضل المسبحة الورديّة.
العذراء مريم شخصيّة محوريّة في المسيحيّة، فهي والدة الإله. وقد خَصّصت لها الكنيسة احتفالات شتّى، نذكر منها عيدَي «سيّدة البشارة»، و«سيّدة الانتقال بالنفس والجسد إلى السماء». ويحملنا تذكار اسمها إلى الرجوع بالذاكرة إلى هزيمة الأتراك في فيينا النمسويّة عام 1683 على يد الملك البولنديّ يوحنّا سوبيسكي. فقد شكّلت هذه الهزيمة نقطة تحوُّل في التاريخ وبداية النهاية لسيطرة الدولة العثمانيّة وتوسّعها في جنوب شرق أوروبا. فحين هاجم الجنود الأتراك مدينة فيينا، أمَرَ وقتها البابا إنُوسِنت الحادي عشر، المسيحيّين في مدينة روما بتلاوة المسبحة الورديّة في البيوت والكنائس.
وبفعل قوّة التضرّعات النابعة من أعماق المُصلِّين، استجابت العذراء صلاتهم، إذ فرّ الجيش التركيّ خائفًا وتاركًا على أرض المعركة الذخائر والأسلحة. وأمام هذا الانتصار المجيد، أقرَّ البابا إنُوسِنت الحادي عشر الاحتفال بهذا العيد في 12 سبتمبر/أيلول عام 1683. وبعد إزالة هذا العيد في خلال المجمع الفاتيكانيّ الثاني، أعاد القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني إدراجه في روزنامة الأعياد المقدّسة في العام 2002. ويهدف المؤمنون من خلال هذا العيد إلى تكريم والدة الإله واسمها المبارك الذي يُشكِّل مصدر بهجة وعزاء للمؤمنين. وفي هذه المناسبة، تُزيَّن الكنائس بالورود، وتُقام فيها القداديس احتفالًا وتهليلًا باسم العذراء، سلطانة السموات والأرض.
أيّتها العذراء، في تذكار اسمكِ المبارك، صلّي معنا حتّى نتعلّم كيف نثِق بفيض محبّة وحيدكِ الربّ يسوع ورحمته غير المحدودة.
المصدر: د. امال شعيا، آسي مينا.