
بيروت - تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار الطوباوية مريم ليسوع المصلوب في 25 أغسطس/آب من كلّ عام. طوباوية أنعم الله عليها بمواهب عدّة، فأزهرت السماء في داخلها.
ولدت مريم البواردي عام 1846 في قرية عبلين-الجليل، فلسطين. ترعرعت وسط أسرة مسيحيّة كاثوليكيّة. توفّي والداها عندما كان عمرها سنتَين، فانتقلت للعيش مع عمّها في الإسكندرية. أراد تزويجها في سنّ المراهقة، فرفضت لأنّها قرّرت تكريس ذاتها للمسيح.
ومن ثمّ قرّرت الهرب والعودة إلى بلدتها في فلسطين، لكنّ السائق المسلم الذي لجأت إليه لإعادتها حاول حضّها على اعتناق الإسلام، إلّا أنّها رفضت. فغضب الرجل وضرب عنقها بخنجر وتركها في زقاقٍ مُظلم. لكنّ ساعتها لم تكن قد أتت بعد، فاعتنت بها سيّدة تشبه الراهبات أربعة أسابيع. وعندما شُفيت قادتها السيّدة إلى كنيسة وتركتها هناك. وأخبرت مريم لاحقًا أنّ هذه المرأة كانت السيدة العذراء.
وفي العام 1860، التحقت مريم براهبات مار يوسف الظهور في مرسيليا. ورغم وهنها الصحّي قُبِلت في الابتداء، وكانت سعادتها لا توصف لأنّها قدّمت ذاتها إلى الربّ فغمرها بمواهب عدّة؛ إذ وسمت بجروحات المسيح وكانت ترى المشاهدات الغيبيّة، وبلغت موهبة الشعر رغم أنّها كانت أُمِّية. وأعطيت كذلك روح النبوءة ومعرفة خفايا القلوب.
وفي نهاية سنتَي الابتداء لم تُقبَل لإبراز النذور في الجمعيّة بسبب ما كان يحصل معها من نِعَم فائقة. انتقلت بعدها إلى دير الكرمل للراهبات الكرمليات في مدينة بو الفرنسيّة عام 1867، وحملت اسم مريم ليسوع المصلوب. وفي العام 1871، أعلنت نذورها الأخيرة. بعدها سافرت لتأسيس دير الكرمل في بيت لحم عام 1875. وشاركت أيضًا في بناء دير الكرمل في الناصرة عام 1878.
وفي صباح 26 أغسطس/آب 1878، رقدت مريم بعطر القداسة بعد صراع مع الأوجاع. وأعلنها القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني طوباويّة عام 1983.
اليوم في عيدها، نسألك يا ربّ أن تغمر عالمنا الغارق في بحر ظلمات الخطيئة، بنور أنوار روحك القدوس حتّى يتبدَّد ليلنا الطويل ويزول كلّ شرّ.
د. أمال شعيا، آسي مينا.