
الفاتيكان - مرّة جديدة، يعبّر الكرسي الرسولي عن اهتمامه بقضايا البيئة والسلام. ففي 11 و12 سبتمبر/أيلول الحالي، يفتتح أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أعمال ندوة دولية بعنوان: «الخليقة والطبيعة والبيئة لأجل عالم يسوده السلام».
يُعقَد اللقاء داخل أسوار الدولة الفاتيكانيّة في «كازينا بيوس الرابع»، وينظّمه مجلس الدراسات العليا في الأكاديمية اللاهوتيّة الحبرية. وتشارك فيه شخصيات كنسية وأكاديمية واقتصادية من قارات مختلفة.
تسعى الندوة إلى توحيد مختلف الجهود لأجل تنمية بشرية متكاملة، وإلى الربط بين التفكير اللاهوتي والممارسة العملية. وتُعقَد برعاية عدد من الشركات، دليلًا على تعاون بين الكنيسة وعالم الاقتصاد في خدمة المصلحة العامة.
يتوزّع البرنامج على أربع جلسات رئيسة تطرح إشكاليات الحاضر وآفاق المستقبل. فالنصوص المرجعية للحدث تتنوّع بين الرسائل البابوية والوثائق الكنسية الكبرى، ومنها رسالة يوحنا بولس الثاني العامة «فادي الإنسان»، ورسالة البابا فرنسيس العامة «كُنْ مسبّحًا» وإرشاده الرسولي «سبّحوا الربّ»، و«نشيد المخلوقات» للقديس فرنسيس الأسيزي، وفكر البابا بنديكتوس السادس عشر عن إيكولوجيا الإنسان.
وارتباطًا بالحدث، رأى رئيس الأكاديمية اللاهوتية الحبرية المونسنيور أنطونيو ستاليانو، أنّ تسارُع التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية يفرض مراجعةً تتّصل بما يحيط بنا اليوم وغدًا. لذا، تسأل الكنيسة ذاتها وذوي الإرادة الحسنة عن دروب تأكيد الخير العام والتعايش السلمي.
وتُختَتَم أعمال اليوم الثاني بقداس إلهي في بازيليك القديس بطرس، يترأسه ستاليانو. ويلتقي المشاركون البابا لاوون في الفاتيكان يوم السبت 13 سبتمبر/أيلول.
تتجلى أهمية اللقاء في جمع النصوص الروحية الكبرى بقضايا البيئة المعاصرة. ويقدِّم فرصة لتجديد الالتزام المشترك لأجل السلام العالمي عبر الاعتناء بالخليقة؛ فالخيار البيئي لم يعد قضية ثانوية بل غدا مسارًا إنسانيًّا وأخلاقيًّا أساسيًّا.
ويظهر بهذا المعنى أنّ الحوار بين اللاهوت والعلوم والمجتمع ضروري لإنتاج رؤية جديدة للمستقبل. ويقدّم الفاتيكان من خلال الندوة منبرًا عالميًّا للتفكير في كيفية العيش المشترك في عالم هشّ، ويؤكّد أنّ حماية الخليقة جزء لا يتجزأ من بناء سلام عادل ودائم.
المصدر: الياس الترك، آسي مينا.