تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في اليوم العالميّ للديمقراطيّة... دعوة لتحويل المبادئ إلى مُمارسات

اسي مينا

بيروت - في 15 سبتمبر/أيلول من كلّ عام، تُحيي الدول اليومَ العالمي للديمقراطية. في هذه المناسبة، يُطلّ المحامي نجيب عبد النور ليخبرنا عن سُبل تجسيد المشاركة الديمقراطية على أرض الواقع.

يقول عبد النور: «الديمقراطية تُعدّ فرصة لتعزيز التمسك بحرية التعبير والحريات المدنية وسيادة القانون، وضمان خضوع المؤسسات للمساءلة، وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها. في العام 2007، أعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تاريخ 15 سبتمبر/أيلول يومًا عالميًّا للاحتفال بالديمقراطية بهدف تعزيز مبادئها والتمسك بها والتشديد على مبدأ العدالة، وكذلك بهدف حض الدول على المشاركة بالديمقراطية، في ظل غياب ممارستها في كثير من الدول، خصوصًا في البلدان العربية. وقد جاء هذا الاحتفال أيضًا لتعزيز حق المواطن في المشاركة بالعمل السياسي، وبالتالي إسهامه في صنع القرار، والعمل على نشر ثقافة الحوار بين الأشخاص في المجتمع، كي لا تظل الديمقراطية مجرّد شعارات».

ويواصل حديثه: «إذا نظرنا إلى لبنان وواقع الديمقراطية فيه، يجب على الأفراد الانخراط أولًا في العمل الاجتماعي قبل السياسي، أي الانضمام إلى الجمعيات والنقابات، وهذه المشاركة تسهم في بدء حوار بنّاء، وتساعد على عدم التفرد باتخاذ القرارات، لأن من الضروري الإصغاء إلى الرأي الآخر حتى نتمكن من بلوغ حالة التلاقي والتناغم في وجهات النظر. والمواطنة هي من أسس الديمقراطية، وفي لبنان يتحدثون عن العيش المشترك، لكن في الحقيقة فإن الطائفية هي المُهيمنة».

ويوضح: «أثار انتباهي حديث الأمين العام للأمم المتحدة عن موقفه من الذكاء الاصطناعي في رسالته لمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية عام 2024؛ إذ حذّر من عدم التحرك حيال مخاطر الذكاء الاصطناعي الذي قد تكون له آثار سلبية على الديمقراطية والسلام. لكن في المقابل، لفت إلى أنّ للذكاء الاصطناعي إيجابيات أيضًا، من خلال القدرة على تعزيز المشاركة الفعّالة، والمساواة، والأمن، والنهوض بالتثقيف في مجال العمليات الديمقراطية، وتشكيل مساحات مدنية أكثر شمولًا حيث يكون للناس رأي في ما يُتّخذ من قرارات. الذكاء الاصطناعي يجب أن يخدم البشرية على نحو عادل بهدف بناء عالم أكثر عدلًا ومساواة».

ويختِم عبد النور: «من المهمّ تشجيع الناس على الانخراط في الحياة الاجتماعية قبل السياسية، وهكذا يسهمون في تحقيق الأهداف وصنع القرار. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، لذا من الضروري الانطلاق حتى نبلغ معًا الديمقراطية الفعّالة، فلا تظلّ حبرًا على ورق».

المصدر: آسي مينا / د. آمال شعيا