تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بازيليك سيّدة فاطيما… مزارٌ مريميّ مميَّز في قلب القاهرة

اسي مينا

القاهرة - تبرز كاتدرائيّة العذراء سيدة فاطيما الكلدانيّة في القاهرة بوصفها واحدةً من أجمل الكنائس وأهمّ المزارات المريميّة، لا في مصر فحسب، بل في العالم كلّه، لا سيّما عقب رفعها رسميًّا إلى مقام البازيليك في العام 1993 بإنعامٍ من البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني لتغدو كنيسةً ملوكيّة ذات إنعام خاصّ لخير المؤمنين الروحيّ.

بعد أن ضاقت كنيسة مار أنطونيوس الكبير، أولى كنائس الكلدان في القاهرة بالمصلّين، غدت الحاجة مُلِحّة إلى بناء أخرى أوسع وأقرب إلى مركز العاصمة ومناطق سكنى المؤمنين، فوقع الاختيار على منطقة مصر الجديدة لبناء كنيسة تحمل اسم العذراء سيّدة فاطيما، وفق ما أفادت د. بروين بدري، المتخصّصة في تاريخ الأديرة والكنائس وصاحبة كتاب «تاريخ كنائس مصر الكلدانيّة».

وقالت إنّ البطريرك الكلدانيّ يوسف السابع غنيمة وضع حجرها الأساس في نوفمبر/تشرين الثاني 1951، عقب استحصال موافقةٍ ملكيّة رسميّة بإنشائها، لتُفتَتح في 13 مايو/أيّار 1953 تزامنًا مع الاحتفال بِعيد ظهور العذراء في فاطيما بالبرتغال.

وبيَّنَت أنّ الكنيسة تضمّ في داخلها مزارًا يُجسّد مشهد ظهور العذراء في فاطيما وفيه إحدى النسخ الأصليّة الأربع عن التمثال الأصليّ لسيّدة فاطيما في البرتغال، مُهدى من البابا بيوس الثاني عشر، واحتفل الكاردينال أوجين تيسران بتكريسه في نوفمبر/تشرين الأوّل 1953.

وذكرت أنّ الكنيسة مشيَّدة على الطراز البازيليكيّ، بأروقةٍ ثلاثة، أحدها رئيس واثنان آخَران على جانبَيه، تفصل بينها أعمدة. وتتميَّز الكنيسة بتعدّد مذابحها، فعلى جانبَيْ مذبحها الرئيس الذي تعلوه صورة العذراء سيّدة فاطيما متوسِّطةً عمودَين رخاميّين على جانبَيها، نجد أيضًا مذبح القدّيس يوسف البتول ومذبح القدّيسة ترازيا ومذبح قلب يسوع الأقدس وآخَر للقدّيسة ريتا.

من اللافت للانتباه أنّ هذه الأعمدة وأجزاء كبيرة من جدران الكنيسة مزدحمة بلوحات تحمل أسماء كثيرة لأشخاصٍ من حول العالم طلبوا شفاعة العذراء لتحقيق طِلباتهم وبادروا إلى توثيق استجابتها عبر هذه اللوحات.

وأردفت بدري: «تزدهي جدران الكنيسة الداخليّة بلوحات فنّيّة رائعة صُنِعَت في البرتغال من بلاط السيراميك، تجسّد مراحل درب الصليب، متميِّزة بلونيها الأزرق والأبيض، فضلًا عن لوحتَين أخريين مكتوبٌ عليهما السلام الملائكيّ باللغتين العربيّة والسريانيّة الشرقيّة (الكلدانيّة)».

وتابعت: «ولا تقلّ عنها روعةً اللوحات الزجاجيّة الملوّنة التي تزيِّن نوافذها وتصوِّر بنقوشها أسرار المسبحة الورديّة، فرحًا وحزنًا ومجدًا. كما يتصدّر واجهة الكنيسة تمثالٌ للعذراء وضعه في العام 1952 المونسنيور عمّانوئيل رسّام النائب البطريركيّ الكلدانيّ في مصر حينئذٍ».

جدير بالذكر أنّ الكاتدرائيّة هي مقرّ الكرسيّ الأسقفيّ الكلدانيّ في مصر منذ تأسيسه في العام 1980 ولا تكاد تخلو من المصلّين والزائرين والحجّاج على مدار السنة.

المصدر: آسي مينا / جورجينا حبابة