تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكنيسة اللاتينيّة في لبنان تُعزّز تواصلها الرعويّ مع الشبيبة

اسي مينا

بيروت في قلب التنوّع الدينيّ والثقافيّ الذي يُميّز لبنان، تبرز الكنيسة اللاتينيّة جماعةً صغيرة عددًا، غنيّة حضورًا، ولا سيّما من خلال المنظّمات والرهبانيّات الكثيرة التابعة لها، ومنها ما يختصّ بالشبيبة مثل الحركة الإفخارستيّة للشباب، والحركة اللاساليّة، والشبيبة الفرنسيسكانيّة. لكن التحدّي الأكبر اليوم لا يكمن في الأرقام، بل في الشباب أنفسهم؛ جيل يسعى إلى التوفيق بين جذوره الروحيّة وتطلّعاته الحديثة، بين التمسّك بالهويّة الإيمانيّة، والبحث عن دور فعّال في مجتمع مأزوم.

هؤلاء الشبّان والشابّات هم مرآة لأسئلة عميقة: كيف تحافظ الكنيسة على حضورها ورسالتها وسط موجات الهجرة والضغوط الاقتصاديّة؟ وكيف يُمكن أن تتحوّل طاقة الشبيبة إلى جسر يربط بين الإيمان والتجديد، وبين التقاليد والحداثة؟

أدركت النيابة الرسوليّة للاتين في البلاد هذه التحدّيات، فأطلقَ راعيها المطران سيزار إسّايان مكتب رعويّة الشبيبة الذي تسلّمت مسؤوليّته الشابّة سارة بطرس.

وأكّدت بطرس أنّ إنشاء المكتب هدفه تنظيم العمل الرعويّ مع شباب الكنيسة اللاتينيّة، ليكون نقطة مرجعيّة بالنسبة إليهم، خصوصًا للراغبين في اكتشاف علاقتهم بالربّ والكنيسة.

وأوضحت: «مهمّتنا الأساسيّة تتمثّل في نقل تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة إلى الشباب، لكنَّ لدينا تحدّيًا كبيرًا في الوصول إليهم. ففي القرن الماضي، كان يتركّز معظم أبناء الطائفة في بيروت، لكن بعد الحروب المتتالية التي شهدها لبنان، تشتّتوا في مدن لبنانيّة عديدة وفي المهجر. وعدد اللاتين التقريبيّ المعروف لدينا اليوم في لبنان هو 150 ألفا، 30 ألفا منهم من اللبنانيين، والباقي من المهاجرين الأجانب.».

وأضافت: «نحن حاليًّا في مرحلة البحث عن الشبيبة اللاتينيّة وتحديد أماكن الأفراد وعناوينهم، لذلك نُجري زيارات. ومن أصل عشر رعايا للاتين في لبنان، زرنا حتّى الآن رعيّتَين: الأولى مار أنطونيوس البدوانيّ في بعبدات (محافظة جبل لبنان)، والثانية رعيّة مار يوسف (الإنجليزيّة) في الأشرفيّة-بيروت، المخصّصة للمهاجرين القاطنين في لبنان».

وتابعت: «حتّى الآن تعرَّفنا إلى أكثر من 40 شابًّا وشابّة لم نكن نعرفهم من قبل، وأسماؤهم ليست مدوّنة في سجلّات الطائفة. وقد رافقنا خمسة منهم للحصول على سرّ التثبيت. وفي الحقيقة، خدمتنا لا تقتصر على لقاء الشباب، بل تقوم أيضًا على الوقوف إلى جانبهم، كي نكون لهم سندًا يستندون إليه وحضنًا يحتويهم، فيكتشفوا محبّة الله وجمال العلاقة معه ورسالة الكنيسة الجامعة».

وعن الخطّة المستقبليّة للمكتب الرعويّ، قالت بطرس في ختام حديثها: «سنُواصل زياراتنا للتعرّف إلى الشباب وجهًا لوجه، وسنعمل على إنشاء مقرّ خاصّ بهم يكون بيتًا يجتمعون فيه، ويُشاركون من خلاله في ورشات عمل وأنشطة مختلفة. كما سنعدّ برنامجًا يتضمّن لقاءات سنويّة (قد تتعدّد بحسب الحاجة) مع الشبيبة، من رحلات ومخيّمات. وأبوابنا ستبقى مفتوحة للجميع، وليست محصورة بأبناء الكنيسة اللاتينيّة».

المصدر: سهيل لاوند، آسي مينا.